قبل كل شيء يجب معرفة سيرورة الاعتذار وآليته، فهي التي ستساعدنا على تحليل الأفعال ومعرفة محركاتها ومآلاتها، وبالتالي حسن توظيفها من جهة، وحمايتها مما قد يفقدها فاعليتها

رحلة الندم:

تبدأ الحكاية بالندم، وهو شعور مركب ومزيج من الحزن والرفض ، وكلما زادت حدة أحدهما أو كليهما زادت حدة الندم الذي يحفز بدوره الرغبة في تصحيح الوضعيات التي حفزت ذلك الحزن والرفض، والرضا عن ذلك التصحيح يرتبط أساسا بشدة الندم، فإذا كان ندما خفيفا (حزن خفيف+ضجر خفيف) فسيتحقق الرضا غالبا بشكل سريع، أما إذا كان ندما قويا (غم+اشمئزاز) فالرضا لن يتحقق إلا بمشقة وقد لا يتحقق.. فقد لا تشفع التصحيحات لإخماد الندم

بعد تصحيح الوضع كله (ظاهريا) أو ما تيسر، يأتي دور الاعتذار. فأنا عندما أعتذر، أطلب من الآخر التنازل عما بقي من حقه في ذمتي، لأتحلل من مطالبته به في يوم فيه الحساب عسير

ثم بعد الاعتذار، أستعد لسماع الرد الذي قد يكون قبولا أو رفضا، وقبول الاعتذار أو رفضه رهين بنقطتين:
مدى رضا الآخر عن ضمان حقه واستعادته، وقوة العفو والتسامح عنده

بعد الرد، تحدث الاستجابة، فإذا قبل الاعتذار تحول الحزن فرحا والرفض تقبلا، وإذا رفض، نعود لمرحلة التصحيح في محاولة لإشعار الآخر باستعادة حقه بالتفاوض معه وتطييب خاطره… إلى أن يقبل الاعتذار أو يتوقف الأول عن طلب الاعتذار

خلاصات:

📌 كل اعتذار لم يبدأ بندم لا يحقق القصد منه
📌 كل اعتذار دون محاولة تصحيح استهانة بحق الغير
📌 كل اعتذار يفترض مسبقا قبوله انتهاك لحق الغير
📌 كلما زاد ما لا يمكن تصحيحه وتعويضه، صعب الاعتذار
📌 كلما زاد ما لا يمكن تصحيحه، توقف قبول الاعتذار على رسوخ قيمة العفو عند الآخر

قد يهمك أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *